روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | هل هو نفاق إجتماعي؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > هل هو نفاق إجتماعي؟!


  هل هو نفاق إجتماعي؟!
     عدد مرات المشاهدة: 2005        عدد مرات الإرسال: 0

مرحبًا، كيف حالك، كيف تسير جميع شئونك؟ ثم إبتسامة على الوجوه لا معنى لها.

هذا ما يحدث معي عندما ألتقي بأشخاص لم أكن رأيتهم منذ فترة طويلة، وأجد نفسي بلا وعي أجيب على سؤالهم بعبارة: أنا بخير، وأقوم بترديد ما قالوه مجددًا، وأرسم على وجهي إبتسامة إعتذار تحمل معنى -لابد أن أغادر- وأبدأ في مواصلة سيري!

لن أدعي أني لا أفعل ذلك لأننا جميعًا نفعله، إن الأمر يبدو كما لو أنه لا يوجد من لديه الوقت حتى من أجل محادثة قصيرة.

كل ذلك جيد إلا أن ما يلفت إنتباهي حقًا هو عبارة: إعطني رقم هاتفك، لابد أن نمضي بعض الوقت معًا، وعادة ما يبدأ الأمر بالآخرين يقومون بحفظ رقمك على هواتفهم النقالة كما لو كان نوع من الفهرسة، لكنهم لا يتصلون بك أبدًا لتمضي وقتًا معهم، كما أنك أنت أيضًا ليس لديك هذا الحماس لتمضية الوقت معهم.

أما الشيء الطريف حقًا هو ما يحدث عندما يقابلونك مرة أخرى، ويكون لسان حالهم: كيف لم أتلق منك أي اتصال؟

فهل هذا ضعف إتصال أم تعدد وسائط إتصال؟ هل هذه العبارة وسيلة جديدة للبقاء على إتصال مع أكبر عدد من الأشخاص الذين مررت بهم في حياتك أو الذين يريدون فعلاً التواصل معك؟ ولا أستطيع على ما يبدو أن أتذكر المرة الأخيرة التي التقيت فيها مع شخص لم أره منذ فترة وأخبرني بمعلومة مفيدة مثل: لقد تزوجت أو أنا تم فصلي للتو اليوم من عملي! إن الأمر يبدو كما لو أنه لا يوجد أحد مهتم بما أنت عليه ولكنه لا يزال يسألك ليجعلك تشعر بأهميتك إلا أنه لا يوجد من لديه الوقت لتلخيص كيف تسير أمور حياته في خمس دقائق.

متى فقدت كلمة مرحبًا، والتلويح باليد رونقها؟ على الأقل هي الأكثر ملائمة لكلا الطرفين عندما لا تريد سماع ما هم مضطرين لقوله وهم يعرفون ذلك ولكنهم يقولونه على أي حال.

أتذكر نفسي وأنا أصغر سنًا عندما كانت عندي القدرة على التحدث إلى أي شخص عن أي شيء على مدى أي عدد من الساعات دون أن أشعر بالملل أبدًا، أما الآن فالحياة صارت محمومة ومجهدة، وعندما يسألك أحدهم عن كيف تسير أحوالك، فإنك تُجيب أوتوماتيكيًا بكلمة -بخير- حتى وإن كنت على غير ما يرام.

ماذا لو أجاب أحدهم بكلمة لست بخير، كيف يمكن للمرء الرد على ذلك؟ وهل أنت ترغب حقًا في الإستماع لشكوى هذا الشخص على مدى 15 دقيقة بينما تقف أنت هناك لا حيلة لك؟

فهل نحن نفقد الرغبة في الكلام كلما تقدم بنا العمر، أم أننا نفقد الرغبة فقط في الحديث القصير؟

وتكوين الصداقات نفسه أمر صعب، كما أن الحفاظ على هذه الصداقات مسألة أكثر صعوبة، لكن كيف يمكننا أن نوازن بين الاثنين دون أن نتصرف بنوع من النفاق؟

الأمر في غاية البساطة، عندما تلتقي بصديق قديم أخبره بمدى إفتقادك إليه، وكن صادقًا، واسأله عن أحواله مؤخرًا وأظهر له إهتمامك، وإذا ما أخذت رقم هاتفه قم بالاتصال به.

تعليق موقع المسلم على المقال:

لاشك أن الله سبحانه قد أبدل أهل الإسلام خيرا في كل ذلك، وأثابهم على كل سلوكياتهم التي يرتجون بها وجه الله فيما يوطد العلاقة بينهم بعضهم بعضا، خصوصا فيما يخص حسن السلام وحسن اللقاء والتواصي بالسؤال وبالتواصل، فأثاب كل إثنين يتصافحان بأن تتساقط ذنوبهما من بين أيديهما أثناء المصافحة، وأمر بالتبسم في وجه الصديق عند اللقاء، وأمر بالبدء بالسلام، وأمر برد السلام وجوبا، كما أمر بوصل المسلمين جميعا وعدم قطعهم، بل نهى عن الشحناء والتدابر والقطيعة أكثر من ثلاثة أيام بين المسلمين.. لكن المقال المترجم وكأنه ينعي على الناس في ذلك المجتمع العالمي الحديث إهمالهم للتواصل معا وإستعمال ما أسماه المقال النفاق الإجتماعي للهروب من حقوق التواصل.

بقلم: ماي رستم.

ترجمة وإعداد: شيماء نعمان.

المصدر: موقع المسلم.